الاثنين، 26 أكتوبر 2009

كم رافقتني دموع


كثيرة هي أحزان الدنيا


وأحزانها دائما لاتتوقف॥

خبر حزين يفاجئك في قسوة
كلمة جارحة من اقرب الناس اليك
أمنية غالية عليك لم تتحقق॥


فجأة ॥
تضيق انفاسك وتتسارع خفقات قلبك
॥وتترقرق الدمعة في عينيك॥

فتسرع الى غرفتك تغلق بابك لينهمر السيل مدرارا
تنظر في لهفة الى فراشك
وتلقي بنفسك على وسادتك
التي طالما عرفت مذاق دموعك
تعتصرها في مرارة كما يعتصر الحزن قلبك

وتبكي وتبكي॥

غريب هو الحزن حينما يتمكن من القلب ليغزوه في قسوة معلنا سيطرته في احكام

وتتزايد سطوته في قوة وسرعة

فتشعر انه لا فكاك منه

وتستسلم له


تسترجع سبب حزنك

فتأتيك أحزانك دفعة واحدة

تعاتب نفسك
تارة تلومها
وتارة تشفق عليها

وآلاف الاسئلة تسألها لنفسك


هل انا المخطئ ام هم المخطئون
ولماذا ؟ وكيف؟ ولم؟


وتبكي مجددا وتبكي حتى يكتفي منك الحزن ॥ ولاتكتفي


هكذا يفعل الحزن بالقلب واكثر اذا استسلمنا له

ربما من الصعب علينا مقاومة الدموع في كل الاوقات

فنترك لها العنان

أملا في الراحة


ولكن اذا لم ننتبه جرفتنا في دوامة عميقة لا قرار لها


انها لحظات صعبة


وفي لحظات كهذه॥

نحتاج الى من يسمعنا دون ملل

من يربت على جراحنا في صدق

من يأخذ بأيدينا الى شواطئ الراحة والطمأنينة


لكن يحدثك القلب في يأس انه لن يفهمك احد ॥ ولن يشعر بمعاناتك احد

وربما انه لا يستطع مساعدتك احد


وفي وسط الظلام
تبحث عن بصيص من النور يبدد كل هذه الوحشة


فترفع رأسك وتكفكف دمعوعك وتخط باتجاه سجادتك المطوية

تلقي بنفسك ساجدا ॥راكعا لله

تناجيه في خشوع وقلبك يدعوه في صدق


ربي انا الفقير اليك وانت الغني عن عذابي


تعلن ضعفك وذلك لله ॥

تبث شكواك وتبتهل طالبا عفوه ورحمته

هو الرحمن الرحيم وهو أرحم الراحمين

اي لذة في مناجاته والخشوع بين يديه واي نور ينسكب داخل القلب فيحيل ظلمته نهارا

فتتراخى قبضة الحزن على قلبك رويدا رويدا ليحل محلها معاني الصبر والايمان والرضا بقضاء الله وقدره


تقرأ من آيات الذكر الحكيم

مايطبب القلوب ويشفى سقمها


(ان مع العسر يسرا)

فتحلق نفسك بواحة من الأمان والطمأنينة

وتتجلى امامك حقيقة أن أمر المسلم كله خير

اذا مسته سراء شكر واذا مسته ضراء صبر


وفجأة تجد ان حزنك لم يعد الوحش الكاسر الذي كنت تخشى سطوته من قبل
لأن لديك سلاحا أقوى في مواجهته
ولديك صحبة لايشقى أبدا من عرفها
لتهجر رفقة الوسادة والدموع